الحمل
برأيي صعب للغاية وغير مرن. فضلاً عن أصواته المزعجة تشوش أيامي. يدعي
محبتي إلا أنني أكشف تصنعه معي. أحياناً أعتقد أنه لا يريد أن أعتب عليه
وأحزن، ولكنه يفشل في الأمر. مولود الثور أفضل منه فهو رحيم ولطيف ويحترم
الآخرين. وليس وقحاً. كما أنه مثالي وساحر، وكلامه مقنع للغاية. أنيق،
وجذاب..
مولود الجوزاء مزعج ولا أحتمله، كما أنه يعتقد أنه خفيف الظل مع أنه ثقيل. أحب فيه جانبه اللطيف
والمتسامح، وهذا يشبهني. لكنني أكره فيه لامبالاته وإهماله لي وتعامله معي
من منطلق التكبر. أما السرطان فيفهمني وأفهمه، وهو من أشد الكائنات
رومنسية ووداً. يشبهه في الأمر الجدي، صديقي الحميم. الجدي بنظري من أقرب
الناس، يساعدني في كل شأن، ويعتبرني خليلاً له. مشاريعنا في كثير من
الأحيان تكون واحدة. أتعلم منه القوة والمتانة، وهو يدفعني للنجاح..
أما مولود الأسد بنظري ممتع للغاية برومنسيته. وجوه الإبداعي يخطف انتباهي.
جذاب للغاية ويجيد تدليلي بما أحب. لكنه لا يكفيني. لا أشعر أنني بوجوده
أحصل على كل ما أريده. هناك نزعة مادية متأصلة فيه. أما أنا، فمداي أوسع.
وبالنسبة للدلو، فهو مزعج وغير قادر على فهمي. بالرغم من أننا أصدقاء قد
تكون صداقتنا دائمة، إلا أنه يشبه نداء الماضي. يوقفني وسط الطريق
ويجمّدني. وبالنسبة إلى العذراء، فهو شريك رائع ومثالي ومكمل لي. أستطيع أن
أقول أنني معه أجد ضالتي وأجد مبتغاي. أفهم أحاسيسه ويفهم رغباتي. نتعاون
معاً في كل الأمور. أنا أقدم الحب، وهو يقدم الضمانات. خلافاتنا لا تلبث أن
تنتهي بزوال وقتها..
مولود الميزان يأسرني برقته، لا أستطيع أن
أقاومه. إن سحره يأخذني في عالم غريب. أناقته وشكله. أستطيع أن أكون له
بمثابة اليد اليمنى، أساعده برضا. أما هو فيشعر بالفرح عندما أتحدث وعندما
أنصح. وهو يعلم أنني لا أنفذ ما أنصح به، ولكنه يبتسم للأمر. مولود العقرب
من أكثر الشخصيات ذكاءً وخفة. وهو واثق من نفسه إلى درجة كبيرة جداً كفيلة
بإشعال ثقتي بنفسي بكل تأكيد. نحن نشكل ثنائياً متميزاً. ما أجملنا عندما
نتفق على الآخرين وفق الحق والحقيقة. وبالنسبة لمولود الحوت، مثلي، وعلى
الرغم من أننا قد نعيش معاً وكأن كل منا في عالم آخر تماماً، إلا أن هذا
مريح لأعصابنا ومحفز لقوانا الداخلية. نعيش معاٌ سلاماً لا متناهياً. نتحدث
بفرح، وأحياناً لا نتحدث. لا أحد يطالب الآخر بما يزعجه هو. نفهم آراءنا
جيداً..
مولود القوس بنظري شخصية مستفزة ولا تحترم الآخرين، لا سيما
أنا. يحب أن يتسلى بي. يجد أن الأمر ممتع أن يرى غضبي واشمئزازي منه. حسناً
لا بأس، أنا أستعد دائماً لمثل هذه المواقف. أحياناً أكون جدياً وأسير معه
في ذات الطريق فيفاجئني ببعض الخبث والمزاح السخيف. وأحياناً أمازحه بنفس
طريقته فيبكي مثل ولد صغير. متناقض وغير مقبول. بالرغم من ذلك، أشكل معه
صداقة جيدة بعد الاعتياد على ذلك الوضع..