كلاكما متواضع يقدر مشاعر
الآخرين، تميلان إلى أن تكونا محافظين، وكلاكما بحاجة إلى أن يحتاج أحد
إليه. تقوم علاقتكما على الاحترام المتبادل والفرح الهادئ والوفاء، يعامل
كل منكما الآخر بفهم وتقدير. هناك مسافة بينكما دائمًا؛ لأن لكل منكما عقله
الجادّ المستقل، ومن الممكن أن يكون الاحتكاك بينكما – في حالة القرب
الشديد – مثيرًا للمشاكل، يرى كل منكما أخطاء الأخر – من توتر عصبيّ وضيق
أفق وتزمت ومبرر في نظر الذات – ورغبته شديدة في أن يكون مستعدًا بالحل
الصحيح أو بكلمة التخفيف. في أسوأ الظروف تتصيدان الأخطاء كل للآخر بلا
رحمة وتصححاتها بكل دقة مضيفين كل دفء إنساني في هذا النقد المتبادل. من
الممكن أن تشهد مثل هذه العلاقة غيابًا تامًّا للحيوية وروح المغامرة، وعلى
الرغم من أن حياتكما معًا قد تبدو جادة حافلة بالجد من الظاهر إلا أنه من
الممكن أن تكون فاترة ممزقة ورافضة من الباطن. غاير ما بين الرقة والحزم،
فالعلاقة بينكما بحاجة إلى هذين البديلين، وإلا لن يتم لكما عمل أو لن
تفعلا شيئًا سوى الانخراط في العمل وتكون النتيجة النهائية هي ضيق كل منكما
بالآخر والتخطيط للفرار، وعندئذٍ من المحتمل أن يؤنب كل منكما الآخر
ويلومه على فشل هذه المشاركة في الوقت ذاته الذي ينتقد كل منكما أسلوب
الآخر في الفرار. حان الوقت لأن تعودا إلى العش الذي يجمعكما معًا مصممين
على أن تجتمعا معًا على القيم الجيدة التي لا تقدر بقيمة وهي العاطفة
والقبول والإعجاب. وفيما بينكما ينبغي أن يتولى أحدكما القيادة في حياة
منظمة، يتولاها منفردًا، ولكن فيما بينكما ينبغي أن تسمحا للمشاعر بأن تفيض
وللحسبة بأن تظهر دون خشية نقد الآخر أو انسحابه