يشترك كل من الجدي والحوت في
العملية العنيدة والاستسلام للأحلام في الوقت ذاته. على كل منكما أن يحل
هذا اللغز الذي به، وأن يتصالح مع نفسه حتى يمكنكما أن تسعدا معًا. أنتما
فردان منسجمان أساسًا سعيدان بصحبة صامتة، تجتمعان وتفترقان. أنتما بحاجة
إلى أن تحترما تقلبات حياتيكما؛ لأنكما معًا مثل بحرين عالييْ الأمواج
يرتطمان بالصخور بعنف واعد ثم لا يلبثان أن يبرحاها عندما تحين حركة المدّ.
صراعكما هو بين الواقع الملموس والنظريات المطلقة الغامضة. بين العقل
والعاطفة.. الإيمان بأن الحياة تتألف من حقائق واقعة محسوسة ينبغي
مواجهتها، والاعتقاد السلبيّ بأن كل شيء وعم، وأن لا شيء يهم بحق. وأكبر
الأخطار على علاقتكما هو أن تتورطا في حرب حزينة صامتة بين الواقع اليوميّ
وشعر التمنّي. من المهم أن توجدا لديكما قدرة على أن تتقبلا المخاوف
الغريبة والصراعات ما بين العقل والقلب، وهي جزء من كليكما. يمكنكما التوصل
فيما بينكما إلى توازن ما بين عدم الإيمان بأي شيء والإيمان بالكثير
جدًّا. وما إن تتعلما كيفية اجتناب الانعزال المخيف والانصهار معًا في
تواكل واهن حتى يمكن لكل منكما أن يضيف أبعادًا عميقة إلى حياة الآخر من
خلال الاتصال العاطفيّ التام والاهتداء بالعقل والمنطق. إذا كنتما متعلقين
في علاقتكما فإنها لا بد أن تثمر سكر قصب صلب. لا تجعل مظهر ضوء "القمر"
ودبس السكر يخدعانك، فالحوت ليس متقدًا إلى هذا الحد، كما أنه ليس خاملاً
على الإطلاق. ليس الحوت ندًى بل بحرًا. وهناك دائمًا تلك الحركة القصيرة
المفاجئة قارسة البرودة في تيار المحيط الممطتى أعلى الأمواج. وهذا هو
الحال في علاقتكما