لو أن أحدكما على الأقل سعى
إلى الدفء تكون هناك فرصة جيدة لأن تدوم هذه العلاقة في ظل سعادة وارفة،
ولكن إذا كان كلاكما سرطانا نموذجيًّا فإن هذه المؤتلفة يشوبها الكثير من
حالات التراجع والانسحاب المتبادل بينكما بحيث يصبح من الممكن أن يتوقف
التواصل بينكما وتصبحا غريبين. صحيح أن هناك مؤشرات للراحة والالفة في
كليكما بحيث إنكما لو توقفتما عن الحديث مع بعضكما البعض على مدى ثلاثين
عامًا كاملة فمن الممكن أن تستأنفا الصلة من حيث سبق أن انتهيتما، لكن ما
يثري العلاقة ليس الابتعاد المتبادل بل التفاعل المتبادل بينكما. أنتما
بحاجة إلى أن يغذّي كل منكما الآخر ويقويه ويحميه ويوفر له الإحساس بالعيش
السعيد. على أحدكما السهر على تواصل الحياة بالبيت بينما يواجه الآخر عواصف
العالم الباردة. ربما يمكنكما تناوب المسؤوليات. كلاكما بحاجة إلى عنصر
الأمان ولدى كليكما رغبة في التملص من المسؤولية. اقتسماها كليكما معًا. قد
يطلعك حدسك على كل ما تحتاج إلى أن تعرفه عن شريك حياتك مولود برج
السرطان، ولكن لا تترك الأمر عند هذا الحد؛ لأن كليكما – بما تتسمان به من
المزاجية – يمكنكما بسهولة تامة الانسحاب إلى حالة من الصمت والكآبة. اقبض
على زمام الأمور وصرِّح بمشاعرك وشجع شريك الحياة على أن يحذو حذوك في ذلك.
كلاكما بحاجة إلى أن يحلِّق إلى ما بعد مستوى الإحساس حتى تندمجا في إيقاع
الحياة، إلا أن أحدكما ينبغي له أن يتنازل عن حساسيته حتى يمكنه أن يقبض
على زمام الأمور. وربما يكون هذا أنت ما لم تكن ماهرًا جدًّا في توجيه شريك
حياتك السرطان إلى أن يصبح شخصيته حازمة