لابد أن تكون المتعة الجنسية برضا ورغبة من الطرفين حتى تحقق الغاية منها
وهي الاستقرار النفسي والعاطفي والمودة والرحمة، كما يجب أن تكون ممارسة
هذه العلاقة ضمن ما تقبله النفس البشرية السوية وبعيداً عما يعرض أحيانا في
الأفلام الإباحية غير السوية.
الحالة: السيدة ب. ظ. متزوجة منذ حوالي 8 سنوات من رجل
يكبرها بحوالي 20 عاماً تصفه بقولها أنه إنسان جيد ورائع وأب حنون ومحب
ومشكلتها الوحيدة تكمن في العلاقة الحميمة فمنذ بداية الزواج وهو يطلب منها
ان تقوم ببعض (الحركات المثيرة) اثناء العلاقة الحميمة وكثيراً من الأحيان
يجعلها تقلد بعض الحركات التي يشاهدانها معا في الافلام المثيرة حتى تلك
التي ترفضها أو تجعلها تشعر بالنفور .
وتقول أنها كانت دائماً حريصة على إرضائه حتى ولو كان على حساب راحتها
ورضاها الى أن بدأ يطلب منها أن يجرب ما يعرف بالجماع المخالف للشريعة
قائلاً أنه سيجربه فقط مع استخدام عازل واقي لحمايتها، الأمر الذي جعلها
ترفض وبشدة مما أدى الى وقوع الطلاق, ثم رجعا معاً اليوم التالي واعداً
إياها ألا يطلب منها أي شيء دون رغبة منها أو ضد إرادتها.
وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لا يزال يتكلم عن أحلامه في هذا الفعل أو ذاك
مما جعلها تقلق وتقول ما الحل ؟ أنا ارغب في استمرار الحياة الزوجية
والعلاقة السوية مع زوجي ولكن مهما فعلت فهو دائم التذمر ويشعرها بالتقصير
وعدم الحرص على إسعاده خاصة في الفراش.
وتسأل عن الحل وهل يمكن أن نساعدها للحفاظ على بيتها وزوجها؟
الإجابة:
أشعر بالألم الذي تعانيه من عدة جوانب خاصة فيما يتعلق بالجانب الديني
وتعارضه مع بعض أحلام وتمنيات الزوج في موضوع أوضاع العلاقة الحميمة .
كما نقدر رغبتك الجادة على إسعاد زوجك مع بقاء العلاقة الزوجية وخاصة الجنسية ضمن الإطار الشرعي والديني و أيضا الطبي.
لنناقش الموضوع من الجانب الطبي : ما يرغبه الزوج وما
يبحث عنه عبارة عن التغيير في طرق و أساليب الجماع والرغبة في الإثارة
الدائمة, متأثراً بما يراه في الأفلام الإباحية والتي بالتأكيد لا تمثل
حقيقة العلاقة العميقة بين الزوجين, الأمر الذي يحتاج الى اعادة التثقيف
الجنسي لدى الزوجين.
ونلخصها هنا في عدة جوانب:
1. العلاقة الحميمة لا تنحصر فقط في عملية الجماع و إنما تشتمل على عدة
مراحل أهمها مرحلة الإثارة والمداعبة, أما مرحلة ذروة الجماع فتحدث لجميع
الرجال بصورة معروفة كتلك التي يمكن أن تنتج عن ممارسة العادة السرية, ولا
يمكن أن يكون هناك بديلاً أهم من التواصل العاطفي مع الزوجة.
2. ممارسة الجماع الشاذ يحمل الكثير من المخاطر الصحية للزوجة, بالإضافة
الى عدم الاشباع العاطفي الكامل, و أيضا يؤدي الى تعرض الزوج للإصابة
بالالتهابات في العضو التناسلي قد تكون خطيرة.
3. تأخر حدوث الحمل، فقد خلق الله عز وجل الأعضاء الجنسية للرجل والمرأة
لتحقيق الهدفين الأهم للجنس البشري ألا وهما الإنجاب.. والمتعة
الجنسية،وبالتعود على الجنس الشاذ سيؤدي الى اختلال هذا التوازن.
من المهم أن تناقشي الأمر مع الزوج حول الأسباب التي تجعلك تنفرين من هذا
النوع من الممارسة الجنسية مع الحرص على أن تؤكدي له أنك ترغبين في إسعاده
واستمرار الحياة الزوجية معه، كما يمكن أن تحاولا وتجربا تغيير الأوضاع
أثناء العلاقة الحميمة .
نصيحة:
العلاقة الحميمة لا تعني السعي إلى الاهتمام بالحصول على المتعة الفردية
لأحد الزوجين على حساب نفور الطرف الآخر لسبب ديني أو أخلاقي, بل يجب أن
تكون هذه العلاقة برضا وتوافق كلا الزوجين معاً.