هناك العديد من المعتقدات الخاطئة المرتبطة بالعلاقة الحميمة بين الزوجين والتي تلعب دوراً سلبياً في تحقيق التناغم والتوافق الجنسي والعاطفي بينهما، ولعل من أخطر تلك المعتقدات ما هو مرتبط بموضوع المواد المقوية جنسياً خاصة للرجال.
ونعرض هنا رسالتين تتعلقان بهذا الموضوع مع توضيح الحقائق العلمية المتعلقة ببعض الأدوية المقوية جنسياً للمرأة والرجل مع التأكيد على أهمية استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أيا من هذه المواد حتى تلك المصنفة بـ " الأعشاب الطبيعية".
الحالة الأولى:
رسالة وصلتني من السيدة ر.ق. تقول إنها متزوجة منذ 16 عاماً من رجل يكبرها
بنحو 13 عاما ولديها 5 أطفال، بدأ الزوج في الفترة الأخيرة أي منذ أقل من
سنة يعاني من عدم القدرة على الانتصاب بصورة تمكنه من الممارسة الحميمة كما
كان في السابق وذلك بعد إصابته بمرض السكر، في البداية كان يحاول جاهداً
أن يواصل العملية الجنسية إلى أن يصل إلى درجة الإعياء الجسدي والألم
النفسي، ويبدأ في الاعتذار لها قائلاً انه لا يستطيع أن يجبرها على البقاء
معه ويمكنها أن تطلب الطلاق وتجد زوجاً أفضل ما يجعلها تبكي وتحلف له أن
الذي يهمها هو سعادتهما معاً، ثم لاحظت في الفترة الأخيرة انه بدأ يستعمل
بعض الأدوية والأعشاب من دون تحسن يذكر في القدرة على الأداء الجنسي بل
أصبح أكثر عصبية وبدأ يتهمها بأنها لا تساعد على إثارته جنسياً. وتسأل ماذا
تفعل؟
الحالة الثانية:
رسالة وصلتني من الأستاذ خ.ك. يسأل عن مدى صحة ما يقال حول فائدة بعض
المأكولات مثل نبات الجرجير، وعشبة الزلوع وأيضاً عن استخدام الأدوية
المقوية جنسياً، والتي تباع في الصيدليات حتى من دون وصفة طبية، وهل تفيده
في تحسين الأداء الجنسي فهو شاب يبلغ من العمر 27 عاماً، متزوج منذ عدة
شهور ويرغب في "زيادة الطاقة الجنسية "لديه مع العلم بأنه في صحة جسدية
جيدة ولا يعاني من أي أمراض تذكر.
الإجابة:
الموضوع يدور حول مسألة القدرة الجنسية وما يتعلق بها من آراء ومعتقدات
خاطئة وغياب الوعي الصحي حول حقيقة الممارسة الحميمة خاصة عند الرجل.
من المهم أن أوضح بعض الحقائق العلمية المرتبطة بالناحية الجنسية عند الرجل:
1. تتكون العلاقة الحميمة عند الرجل من جانبين مهمين مرتبطان ارتباطاَ وثيقاً ببعضهما بعضاً، ولا يمكن إغفال جانب على حساب الآخر:
- الجانب الأول هو الجزء الجسدي العضوي، والذي يشمل التكوين التشريحي
للأعضاء التناسلية الخارجية، وأيضاً الغدد الصماء التي تلعب دوراً مهماً في
تهيئة الجسم لعملية الجماع.
- الجانب الثاني هو الجزء النفسي والتهيئة والاستعداد النفسي للجماع أو
الممارسة الجنسية، وهذا الجانب له علاقة بعدة عوامل منها المرحلة العمرية
للشخص، وتأثير التجارب السابقة عليه، وعمق وصحة المعلومات الجنسية ومدى
قناعته بها مثل المعلومات المتعلقة بتأثير بعض الأعشاب على القدرة الجنسية .
2. تأثير بعض الأمراض العضوية على القدرة الجنسية عند الرجل خاصة الأمراض المزمنة مثل الإصابة بمرض السكر، تصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم، كل هذه الأمراض قد تترك أثراً سلبياً على القدرة على الانتصاب واستمراره حتى يتم الجماع وتزداد التأثيرات السلبية سوءاً، إذا لم يهتم المريض بالمتابعة الدقيقة عند الطبيب المعالج، أو إهمال العلاج المحدد له.
3. التأثير السلبي (التأثير السلبي للأدوية والمتوقع حدوثها) مثل الأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم.
4.قليلاً ما يكون فقدان الرغبة الجنسية لدى الرجل مرتبطاً بالمرض العضوي مثل ارتفاع السكر أو نحوه من الأمراض، والأكثر شيوعاً هو أن انخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجل تحدث نتيجة إصابته بمرض الاكتئاب، والذي يحدث بنسبة كبيرة في منتصف الأربعينيات من العمر لدى الرجال والنساء.
وللحالة الأولى أقول للأخت الفاضلة ر. ق. من المهم معرفة حالة الزوج العضوية، والتحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق الطبيب المختص مع ملاحظة الحالة النفسية للزوج، وتحديداً معرفة إذا ما كان يشكو من حدوث قلق الأداء أو اضطراب القلق والاكتئاب.
أما الحالة الثانية فأقول للأستاذ خ.ك. هناك الكثير من المعلومات الخاطئة حول الممارسة الحميمة عند الرجل مثل طول المدة، أو تكرار عدد مرات الجماع في الليلة الواحدة، وهي أمور غير دقيقة، فمن الناحية العلمية أن القذف يحدث بسرعة أكبر مع زيادة الإثارة الجنسية خاصة في الفترات الأولى للزواج ثم تأخذ العلاقة طابعاً مستقراً في السنوات اللاحقة.
المعتقدات المنتشرة في الكثير من المجتمعات العربية حول أهمية بعض أنواع المأكولات والأعشاب لتحفيز الشهوة والقدرة الجنسية لم يثبت العلم المبني على البراهين أهمية أيا منها للاستخدام الطبي العلاجي، ويمكن شرح بعض الحقائق حول المأكولات البحرية أنها تحتوي على بعض الأملاح المعدنية والمواد مثل الفوسفور والدهون والتي تمد الجسم بالطاقة ولكن من دون أن تجعل الأداء الجنسي مبالغاً فيه كما يدعي البعض.
والنصيحة التي أقدمها لكل الشباب المتزوج حديثاً هي عدم استخدام أي محفزات جنسية طالما أن الرجل بصحة جيدة، ولا يعاني من أي مشكلات صحية وتجنب الاستجابة للاستغلال الذي يقوم به بعض المروجين للعقاقير وأدوية قد تؤذي أكثر مما تفيد.
نصيحة:
العلاقة الحميمة المتوازنة تساعد على تحقيق الإشباع الغريزي من دون الحاجة
إلى استعمال أي مواد أو أدوية منشطة إلا في الحالات التي تستوجب ذلك؛
وبشرط أن تكون تحت الإشراف الطبي الدقيق.