أنا فتاة مراهقة في العشرين، وأنا الآن أمر بظروف صعبة جدًا، وهي أني أصبحت أخاف من كل شيء، من المجهول، من الماضي، من الحاضر، ومن المستقبل.
لقد أصبحت أكره الحياة، وكل يوم أطرح على نفسي أسئلة كثيرة لا أجد لها أجوبة، ومن بين هذه الأسئلة أقول دائمًا: لماذا أنا حية، أو بمعنى آخر ما فائدتي في الحياة مادام هناك الممات؟ كل شيء يخيفني، أصبحت مهملة بحق نفسي، وبحق دراستي، أصبحت مستسلمة لأفكاري السلبية. أحس أنني لست كباقي زميلاتي. كنت أحببت شخصًا لكنه لم يحبني.
عشت سنين مراهقتي وأنا أنتظر أن يحبني، لكن هذا العام اكتشفت أنه يحب فتاة أخرى، وقد تقبلت الوضع. لكن عذابي الأكبر هو دراستي؛ فأنا أرهقت نفسي كثيرًا في الصغر من أجل أن أختار الشعبة التي أهواها، وحققت هدفي. وهذا هو عامي الأول في الكلية، لكني أخفقت كثيرًا في دراستي. كرهت الدراسة، لا أعلم لماذا؟ وأصبحت خائفة من صعوبتها، ومن قلة استيعابي، ومن نسياني للحفظ، وإلى غير ذلك.
كما أني أصبحت موسوسة كثيرًا، ليس لي أخوات أشكو لهن، وأمي لست قريبة
منها كثيرًا. الرجاء مساعدتي، أنا في حاجة ماسة لمن يفهمني، ويحل مشكلتي.
الحل
1. أقول لابنتي الحيرانة مينا، بصدق وصراحة، إنها مصابة بالاكتئاب.
2. أقول هذا بعد أن قرأت رسالتها الطويلة أكثر من مرة، ولخصتها في السطور السابقة.
3. كل ما تذكرينه يا حبيبة خالتك يؤكد أنك تمرين بمرحلة تحتاجين فيها إلى مساعدة حقيقية.. وربما من اختصاصي نفسي.
4. أرجو ألا تخافي، فالاختصاصي النفسي ليس هو الطبيب النفسي الذي يعالج من عقد نفسية وعصبية، بل اختصاصي يساعد على اكتشاف المشكلة وتوجيه أفكارك بشكل سليم لمحاربتها.
5. لابد من أن تصارحي أمك بحالتك، ولا لزوم للمقدمات. تشجعي لحظة واحدة وقولي لها: ماما أنا تعبانة جدًا، وخائفة وأحتاج إلى مساعدتك.
6 إنها جملة بسيطة، لكنها هي الباب الذي يوصلك إلى بر الأمان؛ لأن أمك مهما كانت متباعدة فلابد أن تخشى عليك، وهي أكثر من يمكن أن يخاف عليك. فافعلي ذلك حالاً.
7. أقول أيضًا لموني الحزوني، إنها في عمر العشرين، وعليها أن تتماسك، وهي تقدر على ذلك، خاصة بعد أن تجد محبة وعطفًا من والدتها، وكذلك رعاية من اختصاصي أو اختصاصية نفسية إذا تطلب الأمر.
8. أخيرًا.. كي لا تضيعي نفسك ودراستك يا ابنتي الحبيبة.. الجئي إلى الصلاة والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى. وعليك بتقوية إيمانك؛ ليبتعد عنك شيطان نفسك.. فاحذري الاسترسال فيما أنت عليه.
9. ونصيحة أخيرة: عليك بالصلاة والدعاء، وإخبار والدتك، واتخاذ قرار بأن تركزي على دراستك. قولي لنفسك إنك قوية بالله وبإيمانك، وسوف تجدين كل الحل بإذن الله.