… داخل نفق مظلم، يمكن أن يحدث بين الرجل والمرأة أشياء عديدة تؤثر على استمرارية واستقرار العلاقة الزوجية.. نفق ممنوع و"حشومة" الحديث عنه في مجتمعنا المغربي….
صفحة سوف تضيء عتمة هذا النفق، حاملة بين
طياتها أجوبة وتحليلات وتفسيرات من طرف مختصين وعلماء دين وأطباء نفسانيين وعلماء اجتماع …

> الخجل الجنسي عنوان عريض، يفرض نفسه في بعض الأحيان على الحياة الزوجية، فيقلبها رأسا على عقب، ليصبح الزوجان غريبين تحت سقف واحد، بمشاعر ورغبات مكبوتة، خصوصا من جانب المرأة التي تقبل العيش مع زوج يحترمها، غير أنه من المستحيل أن تتحمل نظرات انتقاد أو لوم أو اتهام، فالمرأة بطبيعتها وتربيتها تخجل من الإفصاح عن حاجاتها الجنسية …لكن التساؤل المطروح، هل يمكن أن تنجح العلاقة الجنسية داخل دائرة الخجل؟ وهل هناك خطوط حمراء بين الزوجين يجب عدم تجاوزها؟ وهل يمكن الوصول إلى اكتفاء جنسي بدون كسر حاجز الخجل؟؟

الخجل معيار الاحترام

العلاقة بين الرجل والمرأة تقوم على الاحترام، أولا وقبل كل شيء، هذا ما تؤمن به فاطمة، زوجة وأم لابن في عقده الخامس، التي ترى أن أي علاقة زوجية ناجحة يجب أن توضع فيها خطوط حمراء يجب على الطرفين التقيد بها، فتقول: "منذ الليلة الأولى لزواجنا، وأنا أحرص على التعامل مع زوجي بحدود في ممارستنا الجنسية، لدرجة أنني أمتنع عن كشف جسدي له، والمرة الوحيدة التي رأى فيها زوجي جسدي عاريا، عندما أصبت بحالة إغماء في الدوش، وستكون المرة الأخيرة …"

عقدة نفسية واجتماعية..

وبالمقابل سعيد، واحد من الأزواج الذي يرفض وجود حاجز الخجل في الحياة الزوجية، لكن للأسف كما يقول: "أن هذا الحاجز طبيعة موجودة في شخصية كل زوجة مغربية، بحكم التربية والتقاليد والحشمة، فالبنت منذ صغرها وهي مجبرة على كتم مشاعرها ورغباتها… وعندما تصبح امرأة ناضجة تتبنى فكرة أخرى أن الجنس من اختصاص الرجل، وهو صاحب العصمة، وبالتالي عندما تتزوج تبقى حبيسة هذه الفكرة …والغريب أن أغلب الرجال يعززون هذا الاعتقاد، بحيث نجد غالبا ما تبقى مسألة العلاقة الجنسية رهن إرادته وقتما يشاء وكيفما يشاء… وهو اعتقاد غير صائب ويجب تصحيحه عند الأزواج، لتجاوز الصمت الذي "يسبق العاصفة…"لأن خجل الشريك وعدم قدرته على البوح برغباته قد تقف حاجزا للوصول إلى اكتفاء ومتعة جنسية…"

الخجل من اختصاص الزوجة فقط

في حين الزوجة "نادية" ترى أن الخجل الجنسي أمر طبيعي في بداية العلاقة الزوجية، على اعتبار أنها فترة يكتشف فيها الطرفان نفسيهما ورغباتهما الجنسية، لكن مع الوقت يتم كسر حاجز الخجل، وهو أمر يأتي بالتدريب والتعود، هناك من الأزواج من يتفوق في حل هذه المعادلة، وبالمقابل هناك أزواج يبقون محبوسين فيه… بالإضافة إلى ذلك هناك نقطة يجب الإشارة إليها، أنه بحكم العقلية المغربية فإن الزوجة التي تفصح عن مشاعرها وتتحدى صمتها، غالبا ما يحكم عليها حكم الإدانة ودليل على الإلمام أو التجربة المسبقة، وهذا ما لا يتقبله معظم الرجال..، فالطبيعي أن يكون خجل الزوجة مقبولا وخجل الزوج ممنوعا… "

الزوجة لباس لرجلها والزوج لباس لامرأته
البناء الزوجي الصحيح يقوم على المودة والرحمة والسكن العاطفي والنفسي، ولكي يتحقق ذلك، وضع الإسلام مجموعة من القواعد والضوابط في العلاقة بين الزوج وزوجته، خصوصا في المعاشرة الزوجية بينهما، فمن مثل ذلك ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن."
وبالتالي دعوة صريحة للاستمتاع والإشباع العاطفي والجنسي فيما بين الزوجين، بالإضافة إلى قوله تعالى "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم" وهذه الآية في غاية الروعة، لأنها توحي بالقرب والدفء والستر والزينة، وكلمة لها إيحاء بهذه المعاني، فلا يستغني الإنسان عن اللباس، المرأة لباس الرجل والرجل لباس المرأة، بدون وضع حواجز أو قيود الخجل بين زوجين تجمعهما أسرار وعلاقة حميمية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
كما أن الرسول صلى الله عليه والسلام في العديد من الأحاديث النبوية نصح الزوجين بالاستمتاع بالمعاشرة الجنسية، وتهييء الأجواء المناسبة، لكن شريطة التحلي بالأدب والاحترام، التي لا توقع الحرج ولا تشعر أحدهما بالإساءة إلى الطرف الآخر، وتجدر الإشارة إلى أن في العلاقة الزوجية غالبا ما تستتر الزوجة وتكتم رغباتها تأدب لما حباه الله، بها من حشمة ووقار، شريطة أن يتفهم الزوج مشاعرها ورغباتها فيساعدها في أدب المعاشرة، بما لا يوقع في نفسها بما هو سلبي …